لأنكِ لنْ تفهميني

لأنـــــكِ لــنْ تفهميـــــنــي

فلنفترقْ
ذلكَ هو قراري
إني لأرفض أن
يكون انكساري
فلينتهي
فليمتْ هوانا
ولو كان في ذلكَ انتحاري
فقد مللتُ طعن كبريائي
مللتُ في عينيكِ
احتقاري
ترين شرقيتي تخلفا
وتكرهين غيرتي
وتلعنين أشعاري
وترين أنني سجنٌ
مظلمٌ
مصمتُ الجدار ِ
[
لم تفهمي أن الحرية
مسجونةٌ هنا
خلف أسواري
في سجني أنتِ ملكتي
ومملكتي
لكِ في حياتي كلُّ
الأدوار ِ
وخارجَ سجني
مبعثرةٌ أنتِ مشتتٌ
كذراتِ الغبارِ
لم تفهمي أنكِ قلبي
وقلبي يهوى سجن
أضلعي رغم أني
أُحرقهٌ بناري
وأُمزقهُ ألماً وحزناً
وأكتمُ فيه غضبي
وكلّ أسراري

لم تفهمي أني أسجنكِ
كما تسجنُ اللآليءُ
في أعماقِ
البحارِ
لم تفهمي أني شمسٌ
أحترقُ
لأجلِ منْ يدورُ
في مداري
لم ولنْ تفهميني
لأنها أكبرُ من مساحةِ
عقلكِ
أصغرُ أفكاري

لا ألومكِ
فمنْ يفهمُ عنفوانَ سيلٍ
في لغةِ الأمطارِ
منْ يفهمُ صراخ الرعودِ
أو صمتَ النجوم ِ
منْ يفهمُ
عاطفةَ بركانٍ
أو إحساس إعصار ِ

أهــــواكِ
ولن يقيدني هواكِ
ولن يكونَ لعينيكِ
حصاري
إني أرفضُ الحلول الوسطى
و أرفضُ بينَ البينِ
انشطاري
أنا شرقيّ حتى النخاعِ
وكلّ أفكار الغربِ ليستْ
في اعتباري
أنا شرقيّ أتنفسُ العشقَ
والشعر َ
و الغيرةَ
لو لم أفعل لكان اندثاري
لا تطلبي أن أكون غربياً
فأنتِ بذلكَ تطلبين
دماري

فراقكِ سيجعلني حطاما
لكنهُ سيكون قراري
أستقيلُ من هواكِ إلى الأبدِ
و أرحلُ عن محطاتِ
انتظاري
وانسحبُ تاركاً لكِ نسياني
و أعتذرُ
فاقبلي اعتذاري
فشرقيتي لن تطرح للنقاش ِ
فارحلي في صمتٍ
عن خيالي و أعصابي
و أشعاري
واتركيني محطماً هنا
ألملم حطام ذاتي
من أنقاض ِ
أنقاض ِ
انهياري

علي محمد القضائني
كلية الطب
[