رسالة لبغداد

ما عادَ في القلبِ مكانٌ للحـــــزنِ ..... ولا في العيــــــنِ دمعُ للبكاءْ
بغدادُ يا جرحاً أكبرُ من الحزنِ ....بغــــدادُ يا جرحاً لا يعرفُ الشفاءْ
كيفَ الحزنُ وكيـــــفَ الدمعُ على .. جرحٍ حدودهُ ليـــــسَ لها انتهاءْ
أنتِ يا بغدادُ جرحٌ لا يـــــندملُ .... أنتِ يا بــــغدادُ جرحٌ ما لهُ دواءْ
************
إني شاعرٌ يخافُ من شعرهِ ... أخافُ أن أجدَ فـــــــيهِ نكهةَ الرثاءْ
فقدتُ قبلكِ أحبتي , غرناطةَ ...والقـــدس,فورثتُ عن أهلي الشقاءْ
أخافُ أن تموتي بين يديَّ ...فلا ينتــــــــــــــــــهي في أمتي العناءْ
كل جيلٍ يورث جيلاً ,نكسة ً ... ونكبةً ً وحرقة ً وهزيــــــــمة ً نكراءْ
أصبحنا أمة ً نقتاتُ العارَ , حتى... صار يسرى في أجسادنا كالدماءْ
************
نحن أمة ٌ يجمــــــــــــعها افتراقها ... فصــــــــــارتْ حقاً لسيل ِ غثاءْ
جسدُ الأمةِ على الخريطـــــةِ ممددٌ ......جثــــة ٌ هامدة ٌ, ممزقة ٌ أشلاءْ
ننتظرُ الفــــجرَ في كهوفِ خوفنا ... والشمــــــسُ لا تزورُ كهوفاً ظلماءْ
ونشربُ خمرَ الكلماتِ , و نتعاطا ....أملاً فارغاً, فنتقدم تقدماً للوراءْ
لا تشرقُ الشمسُ إلا على أممٍ ... سيوفها مســــــــــلولة ٌ تعانقُ السماءْ
ولكنْ يا بغــــــــــــــدادي ماذا أقولُ ؟ ... أفي أهل العزة ِ ماتَ الكبرياءْ ؟
************

ماذا أقول يا بغدادُ , أ أمةُ لقيطةُ .... تعلمنا كيف العزةُ وكيف الإباءْ ؟
قد زورَ التـــــــاريخ أقواله...... و أهان كلَّ عظـــــيمٍ و عظمَ الحُقراءْ
وقال التاريخُ تعلموا الحضارة .... وممن نتعلموها ,أمن أمةِ اللقطاء ؟!
فتش يا تاريـــــخُ أوراقك تلك أمة ُ .... قامت على دمـــــاءِ الأبرياءْ
ماذا ستعطي لبغدادٍ ؟, بغدادُ .....التي تأخذ الشـــــمس منها الضياءْ
ولكن ماذا أقولُ ؟ , حسرتي ... على زمن ٍ يهــــــــــانُ فيهِ العظماءْ
************
بغداد يا حبيبتي حزني كبيرٌ ..... ولا يقولهُ كل شــــــــــــعر الشعراءْ
ولكن تلك رسالتي إليكِ , قد ..... أخذتُ من بحرِ حزني قطرة َ ماءْ



علي محمد القضائني
كلية الطب