حضارة التخلف ( بقلم علي القضائني )

حضارة التخلف

قالت
كم أنت رجل تثير العجب ...
أسلوبك في العشق قديم ...
أصابه العطب ...
لازلت تسهر الليل ... تعد النجوم ... تحاكي القمر ... تكتب الشعر
تبكي وحدك ... وتنتحب
لازلت تغار ... غيرتك نار في أحشائك تلتهب
خطوط حنائي ... صوتي ... ضحكتي ... تريدها لك ... إن كانت لغيرك
يصيبك الغضب ...

أسلوبك في العشق بدوي ... لم تتخلص من عقدة العرب
لازلت في العشق طفولي ... تظن أني مما تمتلك من اللعب
أسلوبك في العشق يا سيدي ...
أعمى ... غبي ...
أناني ... همجي ...
متخلف ... بدائي ...
أكل الزمان عليه وشرب ...

فقلت
اسألي البحر لماذا على الشطآن حصاه .. ؟
ولماذا الدر في أعماقه يحتجب ... ؟
رجل لا يغار ... يرى المرأة ؟أبخس ثمناً
من كومة قشٍ و قصب
أغار عليك بجنونٍ ... بطرفٍ ... بعنفوانٍ
وعشقي لك ليس السبب

.إني أراك آخر النساء ... جبينك وخديك ... آخر سبائك الذهب
شفتيك أنهار عسل ... لا تنتهي و لا تنضب
عينيك آخر لآلئ الأرض
و آخر ما للشعر من كتب

كفيك .. أراهما آخر ما للسماء من نجوم ... وكواكب ... و شهب
وشعرك ليل ... إن رأته الشمس تسافر عن سمائها ...
تغترب

أبعد كل هذا لا أغار ... إني أذاً رجلٌ من الخشب ...
عندما أعشق أكون إعصاراً ... في كل أرجاء الأرض يضرب
عندما أعشق أكون بحراً ... دوماً هائج .. ثائر .. مضطرب
عندما أعشق أكون بركاناً ... أغلي ... احترق ... و لا أتعب
عشقي لعشقي كبير لا يصفه
الشعر ولا كل الكتب
عشقي يا سيدتي ليس أعمى
و لكن الشمس قد تحجبها السحب
أسلوبي في العشق لن أغيره
سيظل قلبي نارٌ ... و أضلعي حطب
لذلك يا سيدتي قررت بهدوء
من هواك أنسحب
لست نادماً على ما قلت لك
أو كتبت
وما عليك من عتب
شيءٌ واحد يجب أن
تعرفيه عني يجب
أني لست متخلف في زمن الحضارة
بل صادقٌ في زمن الكذب